Wednesday, June 1, 2011

تجارة الثورة


أعتذر إلى الجميع حيث أننى لم أنجح حتى الأن فى تخطى مرحلة الثورة رغم أن الثورة مازالت مستمرة على القنوات الفضائية و الأنترنت فقط , إلا أننى أشعر بأنخفاض الوهج الصادر عنها مع الوقت و لن أقول أن ذلك شىء  جيد أو سىء و لكنها تخبوا يومآ بعد يوم لذلك لا أستطيع أن أتوقف عن الكتابة فى موضوع الثورة و الثوار و سارقى الثورة و المتسلقين على الثورة , حيث أن هناك ثوار , و ذلك مما لا شك فية , بعض الشباب الواعى الذى أشعلها و كلنا نعلم ذلك و لكن كما قالت قناة البى بى سى عن الثورة فى مصر , تمر الثورة فى كل بلاد العالم لها شكل محدد أو قريب الشبة ببعض إلا فى مصر فتأتى الثورة فتتمصر و تصبح ذات طابع مصرى , ليس فقط أثناء الثورة بالنكات و الدم الخفيف للمعتصمين فى الميدان ولا أسلوب الثورة و كيف بدأت ولكن ما بعد الثورة أو المرحلة التى جائت بعد تنحى مبارك , لها طابع خاص
فالمصريين يعشقون الأستفادة من كل المواقف و خلق فرص من لا شىء ففى أثناء الثورة كان عندنا البائعين الجائليين و بائعى الأعلام على كل مداخل الميدان و داخل الميدان تجد بائع الحلوى و الشيكولاتة و العصير و المرطبات و كأنك فى نزهة , دعنا من كل هذا و لكن أن يستمر بائعى المرطبات و بائعى الحلوى بعد تنحى مبارك فذلك الجديد فى الموضوع , نعم , مازال الباعة الجائلين يبيعون الأعلام و الشيكولاتة و لكن فى الأستوديوهات و على صفحات الأنترنت و الجوامع و على صفحات الجرائد و المدونات , كثير هم  بائعى الثورة و الذيين يحاولون الأستفادة من الثورة بكل الطرق , و بأى شكل و لو زيادة المتابعين للمدونة أو المتابعين على التويتر أو الفيس بوك , فهذا هو الأعلام الجديد الذى يمكن عن طريقة أن تصبح مشهورآ و تظهر على قنوات أون تى فى أو المحور او دريم لمجرد أنك تمتلك و سيلة أعلامية جديدة فى يدك , لم يعد الأعلام هو الظهور على القنوات الفضائية فقط , بل الظهور على التويتر و كتابة بعض الكلمات عن مدى معاناة الشعب المصرى فى حين أنه فى أمريكا أو أسترليا أو حتى فى مصر أعيش فى التكيف و أركب سيارتى ولا أعلم شيىء عن الميكروباص و معاناة الشعب .
قناة التحرير تتاجر بالثورة , أئتلافات الطماطم اليومية مجموعة من الشباب الذىن يتاجرون بالثورة , الكل يتكلم بأسم الشعب , معظم الذين على التويتر يتاجرون بالثورة , الثورة أصبحت السلعة التى يبحث عنها الناس و التى يمكن عن طريقها نحقق بعض المكاسب السياسية أو المادية أو الأثنين معآ , لكى أكون واضح ولا أعمم , نسبة بسيطة من المدونين و مستخدمى التويتر لا يتاجرون بالثورة بل هم فعلآ يريدون أصلاحآ , ولكن للأسف يصعب التميز بينهم فى وسط هذا الكم الهائل من المتاجرين بالثورة , حيث تذكرنى تجارتهم بالأتجار فى القضية الفلسطينية , يقدمون الكثر من الكلام و قليل من الفعل , يتحدثون عن الشعب ولا أحد يعرف الشعب , يقاتلون على مفاتيح الكمبيوتر و لكنهم لا يعلمون شيىء عن العالم الخارجى مقال على أى جريدة مثل الشروق أو المصرى اليوم له ثمن , الظهور على القنوات الفضائية له ثمن , و المذيعين يساعدون على الأتجار بالثورة أكثر و أكثر فقط لكى ترتفع أجورهم .
لقد تخلصنا من نظام يتاجر بالمصريين بانظمة تتاجر بالمصريين أو تتاجر بالشعب , هكذا تحولت الثورة فى مصر إلى ثورة مصرية ذات طابع خاص , باعة جائلين فى الميدان ثم باعة جائلين على القنوات الفضائية و المدونات و التويتر , و مازالت بهانة ترعى أولادها بأقل من دولار فى اليوم , و مازال محمد يبحث عن عمل و مازال الناس لا أحد يشعر بهم و لن يشعر بهم أحد , للأسف حان وقت قطف ثمار سنين الكفاح على المدونات و الجرائد , لا نملك الكثير من الوقت للناس , المهم الأن الحصول على مقعد بين الكبار فى المرحلة القادمة , الحصول على موضع قدم بين طبقة الأسياد الجديدة , و يستمر الصراع و ننشىء دولة أخرى للظلم , لسبب واحد فقط لا غير , لأننا نترك الأسلام و نبحث عن دولة جديدة فى غير دين الله , فسوف يذلنا الله لنبذنا دينه الحنيف كما أذلنا طول السنين السابقة .

الفا تيتو
القاهرة
02-06-2011


Tuesday, May 31, 2011

رحلتى إلى بلاد بنى الأصفر و متى تتقدم مصر


لا أعلم ما السبب فى أننى لا أشعر بالأنبهار عندما أسافر إلى خارج مصر , لا تبهرنى نظافة البلاد فغالبآ أقوم بالكذب على نفسى و أدعى أنها نظيفة لأن معدل هطول الأمطار فى أوروبا أكثر بكثير من مصر و نحن نعيش فى بلاد جافة حارة فبالتأكيد بلادهم أكثر نظافة , ربما أقوم بالكذب من منطلق أن كنت لا تستطيع الحصول على الأفضل أستمتع بما لديك , و غالبآ أنجح فى ذلك , ولا يبهرنى جمال نساء الغرب كثيرآ حيث أقوم بنفس الحيلة فأقنع نفسى أن هؤلاء النساء يفقدن جمالهن فى نظر الزوج بعد شهر على الأكثر كما هو الحال مع الزوجة المصرية فكل النساء سواء و كلهن نفس التفكير الجبار .
و لكن ما يبهرنى فعلآ تصرفات أهل بلاد بنى الأصفر الأخلاقية " كان العرب يطلقون لفظ بنى الأصفر على الروم و سكان أوروبا " , فهذة فقط ما يجعلنى أتوقف و أفكر , لماذا لا نقوم بمثل هذا الفعل بدون مراقبة أو عقاب , ولكى تفهموا ما أتحدث عنه سوف أقص عليكم أحد  الوقائع التى حدثت معى و صدمتنى
فى أخر يوم من زيارتى إلى بولندا بلد زوجتى قام والد زوجتى بأيصالى إلى المطار و حيث انهم يعيشون بعيدآ عن العاصمة وارسو بحوالى ساعتين بالسيارة و كانت طائرتى فى السادسة صباحآ فقررنا أن نتحرك الساعة الواحدة صباحآ بعد منتصف الليل و كثير من الناس يعلم أن فى هذة البلاد الناس تنام بعد غروب الشمس أو على الأقل تغلق المحال و يذهب الجميع إلى المنزل يشاهد التليفزيون أو يقضى وقته مع العائلة فتتحول الشوارع إلى مدينة أشباح لا ترى فيها أحد من الساعة التاسعة و ربما السابعة مساء , فلكم أن تتخيلوا ما الوضع الساعة الواحدة بعد منتصف الليل , منتهى الفراغ .
ركبنا السيارة و تحركنا فى الطرق التى ما بين المدن حيث هناك لا توجد الكثير من الطرق السريعة , معظمها  طرق صغيرة تتكون من حارتين فى أتجاهين معاكسين , و فى أحدى الطرق وجدنا أشارة مرور تضىء بالون الأحمر , أشارة مرور من النوع المتنقل , أى الغير ثابتة و موضوعة فى هذا المكان مؤقت , فتوقف والد زوجتى فى أنتظار الأشارة , نظرت له بأستغراب شديد و نظرت خارج السيارة و لم أجد شرطة ولا أى شخص على الأطلاق , مجرد نحن و الأشارة , صحت فى زوجتى و سألتها لماذا توقفنا , قالت أن الأشارة حمراء , أستغربت أكثر و سألتها سؤال ساخر , هل أنتم مجانين أم ماذا ؟ من الواضح أن شخص ما نسى هذة الأشارة المتنقلة  على اللون الأحمر , ثم حتى لو كانت حمراء و تعنى لكم شيء , يمكننا التحرك و بالتأكيد لا يوجد أحد قادم فى الأتجاة المعاكس , كنت أتحدث كما أنه أمر مسلم به و يجب أن نتحرك , ولكن لا حياة لمن تنادى أستمر الأنتظار لمدة عشر دقائق و انا أحدث نفسى بصوت غير مسموع , بالتأكيد هؤلاء الناس مجانين , و أنضم ألينا سيارتين قاموا بالتوقف خلفنا أيضآ و لم يتحرك أحدهم و يتخطانا , أنها الثانية بعد منتصف الليل ’ بالتأكيد هذة الكاميرة الخفية , و لم تكن كذلك , فبعد عشر دقائق تغيرت الأشارة إلى الأصفر ثم الأخضر و بدأ الجميع فى التحرك و بعد بضعة أمتار تبين أن هناك أصلاحات فى الطريق مما أدى إلى ضيق الطريق و عدم أمكانية عبور أكثر من سيارة فى أتجاة واحد من الأتجاهين , و كانت توجد أشارة أخرى بعد هذة الأصلاحات و كانت تضىء باللون الأحمر و لا توجد عندها أى سيارة .
حينها أصابنى الأنبهار و الأحباط فى نفس الوقت , الأنبهار للتصرف دون أن يكون هناك رقيب , أصر والد زوجتى على الأنتظار و أنضم ألينا سيارتين و كان فى الأمكان أن يتخطى الأشارة و لم يكن ليسأله أحد أو يلومه و لكنه أنتظر حتى حان الوقت و تحرك , و الأحباط لاننى أكتشفت أننا أمامنا مشوار طويل إلى أن نصل إلى هذة الدرجة من أحترام القانون و ان يتحول كل فرد منا إلى رقيب على نفسه , ليس فى حاجة إلى شخص أخر يراقبه و يعاقبه لينفذ القانون ...... لكى الله يا مصر ..... تذكرت حينها كم السيارات التى تسير بالعكس و الأخرى التى تملاء الشوارع بالدخان و سيارات الميكروباص الحبيبة فى شارع فيصل العظيم ...... لكى الله يا مصر ...... لكى الله يا مصر ..... هل علمتم متى تتقدم مصر ؟؟ 

Friday, May 13, 2011

لماذا قررت النوم فى ميدان التحرير


بينما أتجول فى ميدان التحرير و أستمتع بالتواجد بين المصريين من كل طوائف المجتمع , من كل أقطار مصرنا المحروسة  لاحظت وجه أمرأة مصرية خط على وجهها الزمن خطوط غائرة تدل على تقدمها فى السن و يضيف طيبة تشعرك بلأطمئنان و الراحة , وجه مصر التى يتعدى عمرها الاف السنين و ترى فيها العظمة و الطيبة و الدفء , فى بادىء الأمر لم أتوقف عندها كثيرآ   خصوصآ أنها كانت تحمل صورة  كبيرة لشاب فى ربيع العمر , صورة من ضمن الصور الكثيرة التى ملأت الميدان فى تلك الفترة و كان وجه هذا الشاب من الوجوه المألوفة فقد كانت صورته معلقة فى وسط الميدان , فتأكدت أنها أم أحد شهداء الثورة و جائت تطالب بالقصاص من من قتلوه  , مر يوم و كعادتى أتى إلى الميدان بعد ساعات العمل ولا أنام فى الميدان  , فقط أستمتع بالتواجد فى الميدان أول منطقة محررة على أرض مصر من سلطة الدكتاتور و أجد نفس المرأة فى نفس المكان مع أختلاف حالتها , فهى تتابع المارة و تنظر أليهم بشغف و أحيانآ أخرى ألاحظ أنها تأكل البسيط من الطعام ثم تعاود حمل الصورة و النظر فى وجوه المارة و هى لا تبارح مكانها أبدآ , فالشباب كانو يقومون على رعايتها , و متابعة طلباتها دون حتى أن تطلب .
بعد ثالث مرة أراها  فيها قررت أن أسألها عن سبب وجودها , فالشباب يقومون بالواجب و هى كبيرة فى السن و كنت أخاف أن يصيبها مكروه فى هذا البرد من شهر فبراير , فجلست بجوارها و بدأت الحوار :
انا : سلامه عاليكو يا حاجة
  الحاجة : وعليكم السلام يا أبنى
  انا : أنتى عاملة أية يا حاجة , مش تروحى يا حاجة و متقلقيش أحنا هنا عشان نخد حق أبنك و الشباب كتير زاى مانتى شايفة , راوحى يا أمى الدنيا برد عليكى
الحاجة : الحمد لله يابنى مستورة الشباب هنا وخدين بالهم منى و مش مخلينى  محتاجة حاجة, و متقلقش من البرد أنا وخدة عليه  , كل اللى محتجاه سيد أبن بنتى يرجعلى , خرج ييلعب كورة مع أصحابه الجمعة اللى فاتت مرجعش يابنى من ساعتها, ولاد الحلال دالونى على هنا و قالولى انى ممكن ألاقيه هنا مع الناس , انا مش عرفه هو أية اللى جابو هنا يابنى , دة انا مشفتش حد بيلعب كورة خالص هنا , دة أنا محلتيش غيره فى الدنيا , هو اللى بياخد باله منى بعد ما أمه  ماتت بالمرض البتّار بعيد عنك و عن السمعين يا أبنى و هو اللى بيصرف على البيت , دة صنايعى قد الدنيا و معاه دبلون صنايع , ونبى يا أبنى لو شفته قوله يرجع البيت بقه ليمشوه من الشغل , ولا أقولك , قوله يرجع و انا هجوزه البت سامية بنت عم عوض العجلاتى , اصله يابنى بيحبها , دة كل يوم موراهوش ألا سيرتها , سامية راحت سامية جت , هاريين بعض رنات صول الليل على المحمول , قوله يابنى يرجع دة وحشنى قوى
لم أستطع السيطرة على دموعى  التى بدأت تتساقط على وجهى من شدة تأثرى و نظرت إلى الصورة التى فى يدها و صورة حفيدها المعلقة فى قلب الميدان و برد فعل لا أرادى حضنتها و أنهمرت الدموع بغزارة و أخذت أكرر و الكلمات تخرج منى ممزوجة بصوت البكاء
: أحنا كلنا ولادك يا حاجة , كلنا ولادك يا أمى , اقسم بالله لنجبلك حقك , أقسم بالله لنجبلك حقك , مش هنسكت ,والله ما هنسكت
أنطلقت أصرخ فى كل الميدان بكل قوة : يسقط يسقط حسنى مبارك , أمن الدولة كلاب الدولة
و كأءن الميدان دبت فيه الروح من جديد و هى فى الحقيقة لم تغب أبدآ و  تعالت الصيحات فى كل مكان , يسقط يسقط حسنى مبارك , يسقط يسقط حسنى مبارك
و  من يومها لم أترك الميدان , أفترشت الأرض بجوار السيدة العجوز التى تبحث عن حفيدها الشهيد , البطل الذى أهدانى بدماءه  
الحرية التى لم أعرفها من قبل .


الفا تيتو  
12 \05\2011


Tuesday, May 10, 2011

مظاهرة الأقباط عند ماسبيرو



لم أكن أنوى الذهاب لماسبيرو للأنضمام لمظاهرة الأقباط بناءّ على دعاوى عديدة من كثير من التيارات الثقافية فى مصر مثل الجمعية المصرية للتغير و الليبرالين المصريين للمشاركة من المسلميين فى وقفة ماسبيرو لكى تكون وقفة وطنية وليست وقفة قبطية و تتحول من مظاهرة لفصيل من المجتمع إلى مظاهرة يشارك فيها كل ألوان المجتمع .
لم أكن مقتنع من الأساس بالمظاهرة حيث أنها تقسم البلد إلى مسلمين و أقباط فى حين سبب نجاح  الثورة  أنها لغت الطائفية و التشتت بين كل أطراف المجتمع , لذلك كنت أرى أنهم خطاء , كما قام بعض الناس بحرق الكنيسة و كان تصرف مجرم يستحقوا عليه الأعدام فى ميدان عام , كذلك مظاهرة الأقباط هى تأجيج لنار الفتنة فى البلد .
كان الأعتصام عبارة عن أعتصام مصغر من أعتصام ميدان التحرير ,  منصة و يتجمع أمامها الناس و يقوموا بالهتاف الذى أقل ما يوصف عنه أنه دعوة صريحة للفتنة , مثل  " أرفع رأسك فوق أنت قبطى " لم أسمع فى ميدان التحرير أحد يقول أرفع رأسك فوق أنت  مسلم , و لو كنت سمعت أحدآ يقول ذلك كنت سأحاول أن ألفت نظره للخطر من قول هذا الكلام فى هذا التوقيت , بالتأكيد أفتخر أنى مسلم و لكن ليس من الحكمة قول ذلك فى هذا المكان وهذا التوقيت , و لكن يصر الأقباط على عزل أنفسهم عن مصر , و ذلك الهدف الذى يتمناه أعداء الثورة , بعد ان فقدوا اليد العليا فى المجتمع , و هم كثر من من كانوا ينعمون فى خيرات النظام السابق .
هتاف أخر لم أفهمه فى بادىء الأمر و هو " مش هنمشى .... هو يمشى " هو من تحديدآ يجب أن يذهب ؟ مبارك لقد رحل , علمت لاحقآ أنهم يقصدون طنطاوى , فتأكدت أنهم لم تصل الصورة كاملة لهم , حيث أنه من المستحيل أن يتخلى النظام عن نفسه , لو كان قد تخلى عن مبارك و حاشيته , فلن يتخلى عن طنطاوى فى هذا التوقيت الصعب و كذلك ليس بهذا العدد القليل من المعتصمين اللذين لا يتعدوا بضع مئات يبيتون ليلآ و ربما 3 ألاف نهارآ  , ليسو بالعدد الذى يجبر أى نظام على تغير أى شىء .
و ما يثبت أن هناك كثير من الأغبياء  , مجموعة من المتظاهريين قاموا بالذهاب إلى السفارة الأمريكية يطلبون الحماية الدولية , بالتأكيد لا يعلموا ماذا يطلبون , أنهم بمنتهى البساطة يطلبون تدمير مصر بالصواريخ الأمريكية و الأسرائيلية , عندما يصل الغباء إلى هذا الحد أحب أن أقول لمن يطلب الحماية من أمريكا أن صواريخ أمريكا لا تسألك عن دينك قبل أن تقتلك , و ستدخل البلد إلى دوامة العراق و ليبيا , فهل هذا ما نبحث عنه فى مرحلة نحن فى أشد الحاجة للأستقرار لتخرج البلاد من الأنهيار الأقتصادى بسلام .
يجب أن يعترف الجميع أن عندنا مشاكل كثيرة من تركة النظام السابق و نحن عامل أصيل فى أستفحال هذة المشاكل , و لكن هذا هو الوقت المناسب لكى ندخل فى مشاكل فرعية ؟؟ المهم الأن التركيز مع المجلس العسكرى الذى مازال يدين بالولاء لمبارك و يحاول بشتى الطرق صرف نظرنا عن المطالبة بمحاكمة الدكتاتور السابق و نحن بمنتهى السذاجة ننصرف وراء أى حادثة هنا أو هناك من مشاكل فى كرة القدم بسبب الجماهير أو مشاكل مع الأقباط بالأضافة للفزاعة الجديدة التى يتم تشكيلها عند الناس بأسم فزاعة السلفيين , من هم السلفيين ؟ هل أحد يعرف من هم السلفيين ؟ هل أى شخص ذو لحية و يقصر الجلباب يطلق عليه سلفيين ؟؟ أنها أكذوبة جديدة من أكاذيب النظام السابق يريدنا أن ننسى أهدافنا و نجرى وراء صراعات جانبية بين مسلم أحمق و مسيحى 
أكثر حماقة .

الفا تيتو
القاهرة 
10 مايو 2011 



Monday, May 9, 2011

المركب


أنا بلا فخر أتحدث بأسم المركب  , انا فلان الفلانى الليبراللى المناضل من أجل الحرية الوحيد الذى يستحق أن يتحدث بلسان اهل المركب جميعآ .
لا ..... أرجوك , أعطنى الكلمة , انا الوحيد الذى له الحق بالتحدث بأسم أهل المركب , انا أخوانى و نمت فى الميدان لمدة ثمانية عشر يومآ حينما كنت أنت تجلس فى التكيف و تتحدث للقناوات الفضائية
لا لا لا لا .... لا أحد يتحدث بأسمنا , نحن شباب الثورة , نحن من قتل فى ثورة الخامس و العشرين من يناير حينما رفض الأخوان المشاركة .
أرجوا أن يصمت الجميع , نحن السلفيين , نحن من نعلم الدين و نفقة فيه جيدآ و لا يمكن أن يحكما علمانى أو لليبرالى , نحن نريد شرع الله كما أمرنا الله  فى القرآن و نحن دولة أسلامية , فنحن أولى بالتحدث بأسم المسلمين
لماذا تتحدثون بأسمنا ؟ الكل يريد أن يحكمنا ؟ نحن أقباط المركب , نحن الأصل و أنت المحتليين , نحن لا يتحدث أحد بأسمنا , قبطى تعنى مصرى , الرجاء الصمت و أن تسمعوا لنا .
و يستمر النقاش الحاد بين رفقاء السفر و الصراع على من يتحدث و من تكون له الكلمة العليا بينما ينادى منادى من طرف السفينة , يا سكان المركب , أننا نواجه دوامة فى البحر العميق , أرجوكم ساعدونى , لا أحتمل مصارعة الأمواج وحيدآ , أيها الناس , أنتم و أولادكم و أمتعتكم و طعامكم و تجارتكم فى خطر , اننا نواجة الموج العاتى فى أخطر بحار الأرض , هل من مجيب ؟ أيها الناس أن لم تتحدوا غرقنا جميعآ و أن تنازعتم فشلتم .
توقف  الجمع عن الصياح ونظر كل منهم للأخر و بدأوا يفهموا أن خطر الموت ينتظرهم , حينها فقط توقفوا عن الشجار و بدأوا التعاون لتغير أتجاة المركب إلى بر الأمان ............ فهل ينجح المسافريين على المركب فى تجنب العاصفة ؟

الفا تيتو
القاهرة
9/5/2011   



Friday, May 6, 2011

لم يتم أزالة النظام ولكنه أستوعب الدرس




نعم لم يتم أزالة النظام , فالنظام لم يكن يومآ مبارك أو أحمد عز أو وزير هنا أو وزير هناك , النظام هو حكم الجيش , النظام هو الذى ولد بعد أنقلاب سنة 52 على ملك مصر بقيادة محمد نجيب الذى تم اﻷنقلاب عليه لاحقآ من صغار ضباط الجيش , و بالتالى كان كل ما يهم هؤلاء الضباط فقط السيطرة و التأكيد على أن اﻷمور تسير فى مصلحتهم فقط و ليس أى شخص أخر ..ر

ما حدث يثبت ما كنت أقول دائمآ أن المصريين أذكى شعوب العرب على اﻷطلاق و بلا منازع , فالجيش منذ اليوم اﻷول تأكد أن العصرى الذهبى قد ولى و لن يستطيع حكم البلاد بالطريقة التى أعتاد عليها , فقرر تغير كل شىء و الطاعة التامة للقوة الوحيدة التى تعلوا على قوته و هى قوة الشعب , فا بداء عملية التهدئة , و فى هذة العملية هدف واحد فقط لاغير و هو أن تعود الكتلة المستقرة إلى حالة اﻷستقرار , غافل من يعتقد أن شباب اﻷنترنت هم من قاموا بأنجاح الثورة و غافل من يعتقد أن اﻷخوان هم اﻷبطال و لكن اﻷبطال بكل المقاييس هم الكتلة المستقرة التى كانت تضرب بيد من حديد عصى اﻷمن فى يوم 28 , لم تشارك هذة الكتلة ألا بعد أن تأكدت أنها تستطيع تغير شىء و هى فى حالة عملية تبريد يومى من قبل وسائل اﻷعلام بتكرار كلمة نجاح الثورة , عندما أسمع هذة الكلمة أشعر أنهم يقولون : فالتهدءوا كل شىء على ما يرام فقط عودوا إلى مقاهيكم و مباراياتكم و حياتكم اليومية و نحن ( المجلس ) سوف نقوم بتنفيذ كل مطالبكم , فتنهال علينا خبر أعتقال فلان أو حبس فلان و أستطيع أن أئكد أنهم نجحوا إلى حد كبير فى تهدئة الكتلة المستقرة التى تعشق مسلسلات مهند و مباريات النادى اﻷهلى ...ر
فقط تهداء هذة الكتلة و لن يتبقى من يحمى الليبراليين أو الحقوقيين أو اﻷسلاميين ولا حتى اﻷخوان , ولكن النظام فهم الدرس جيدآ و لن يخاطر بأن تحدث أى أنتكاسة فى هذة المرحلة الحرجة , فهو يتابع و ينفذ ما يطلب منه من الليبراليين و ليس الشعب ﻷن مازالت هناك صلة بين الناس و هؤلاء الحقوقيين الواعيين لمراكز الفساد , فمن يعرف السباعى أحمد السباعى أو من يعرف زاهى حواس و كثير من رموز الفساد يجهلها الشعب ولكن يعرفها المثقفيين جيدآ …..ر
طلبتكم مجابة إلى مرحلة معينة و هى البرود التام للكتلة المستقرة يتبعها رقابة حازمة على اﻷنترنت بدون علم الجمهور ثم يتبعها أعتقالات سرية فى صفوف من ليسوا بمشهوريين و لكنهم على دراية بما يحدث من سرقة للثورة , المهم أن يحدث كل هذا فى سرية تامة , و الحدث الذى يفضح يتم التعامل معه بما يرضى الناس , وما لم يفضح يتم التعامل معه بمنتهى القوة لا رادع لهم

و صراعات السلفيين مع اﻷخوان مع العلمانيين و الليبراللين هى صراعات فى صالح المجلس لكى يهتم الناس بما يحدث بينهم فى حين يقوم المجلس بتشكيل الدولة الجديدة بما يتناسب و المرحلة و لن تكون دولة عسكرية أو دولة دينية ' بل ستكون دولة مدنية بمجلس من اﻷخوان و رئيس محمد البردعى أذا فشلوا فى أقناع الشعب بعمرو موسى ثم يترك الجيش الساحة و يكتفى بالمتابعة من بعيد ….ر

Olva Tito 
Cairo Egypt 
7 May 2011


Monday, April 25, 2011

الشهيدة نيفين أبراهيم غطاس


انا الشهيدة نيفين أبراهيم غطاس , المعيدة فى كلية طب القصر العينى و أبنة الطبيب المشهور أبراهيم غطاس أشهر دكتور عيون فى مصر .
لم أكن يومآ من هذا النوع من الشباب , أبى قام على تربيتنا تربية علمية مثقفة منفتحة على العالم و تقبل كل الثقافات و الأفكار و لكنه كان دائمآ يحاول أبعادنا أنا و أخوتى عن الحياة السياسية و الكلام فى السياسة , و كان هكذا منذ أن كان طبيب مبتدىء يمتلك عيادة صغيرة و يدرس فى الجامعة و أعنى مبتدىء أى فى بداية مشواره للشهرة و ليس خريج جديد  , و زادت تلك النظرة للحياة السياسية فى مصر منذ أن أصبح مشهور , فهو يخاف كل الخوف على ضياع هذا المجد الذى حققة فى بلد يدين معظم سكانه بالأسلام و كثير منهم الذين لا يمتلكون عقلية متفتحة يحاولون محاربته , و لا أنكر أن هذا السبب بالذات هو سبب شهرة أبى و نجاحة , فكلما واجهه دكتور سطحى التفكير يحاول عرقلته فى الدراسة لمجرد أنه غير مسلم زاده هذا قوة و تحدى و عزيمة , كلما واجه بعض الطلاب الذين يعتقدون أن المسيحى غير مرحب به بينهم كلما زاد أصرار على أن يثبت لهم أنه أفضل منهم  , و فعلآ كانوا يتحولون بعد أن يثبت لهم تفوقه إلى أصدقاء و يلعنون أيام العداوة , و الغريب أن من لهم الفضل فى نجاح أبى بعد توفيق الله , هى مساعدة أعز أصدقائة الدكتور أحمد سعيد الطنطاوى العضو البارز فى جماعة الأخوان المسلمين , فصداقتهم تمتد منذ الدراسة 
الثانوية إلى الأن.

بسبب بدايات أبى الصعبة فضل أن نكون أنا و أخوتى بعيدين كل البعد عن الحياة السياسية  و لكن بسبب الأنترنت و الأصدقاء بدأت أهتم  يومآ بعد يوم بقضية مقتل الشاب خالد سعيد الشهيرة فى الأسكندرية , كنت أتخيل أنه من الممكن تكرار ما حدث معى أو مع أحد أخوتى , فكنت أشارك الشباب الوقفات الأحتجاجية و المظاهرات السلمية أمام نقابة الصحفيين أو أمام قلعة التعذيب فى لاظوغلى , لم أكن أبحث عن حق خالد سعيد أو غير خالد سعيد , بل كان بداخيلى خوف حقيقى من تكرار ما حدث معى او مع أى شخص عزيز على , فكنت أخرج فى المظاهرات السلمية دون علم أبى , رغم أنه كان متابع للقضية و الأحداث و كنت أرى فى عينية الرغبة فى المشاركة لتغير الوضع القائم فى بلدنا الحبيبة مصر و لكن شىء ما بداخله يمنعه من التحرك , خوف تراكم و تراكم على مدار سنين طويلة كانت نتيجتها أننا أصبحنا نخاف المطالبة بحقوقنا الشرعية .
إلى أن أتى يوم 25 يناير يوم العزة و الكرامة , يوم خروج صرخة مظلوم , يوم تحرك فية من أمن أنه يمكن أن نتحرك , من أمن اننا نستطيع التغير , يومها خرجت أنا و أعز أصدقائى هالة  تدرس معيدة فى كلية صيدلة القاهرة , و لم نكن نعلم أنها سوف تتجاوز جميع الوقفات الأحتجاجية السابقة , كان كل أملنا أن يسمعنا أحد و أن يتحرك مسؤل أو يشعر بنا أحد و يقوم بتغير هذا الوضع السىء , الصرخة كانت قوية و لكنها صغيرة , لم يتجاوز المشاركين فى هذا اليوم الخمسيين أو الستين ألفآ ولكن هذا الرقم كان كبيرآ بالنسبة للوقفات السابقة , رقم لم نكن نحلم به , و العجيب أن من شارك فى هذا اليوم هم شباب الأنترنت , و ليس شباب أو رجال الطبقة الفقيرة الذين يملكون الحق الأصيل فى القيام بالثورة , فأنا معيدة فى الكلية و أبى يمتلك مستشفى و هالة معيدة و أبوها من كبار تجار الذهب فى مصر فلم نكن نسعى لتحسين أوضاعنا المالية , بل بقاء الوضع على ما هو عليه ربما يكون أفضل , كذلك الحال لمعظم المشاركين من الجامعة الأمريكية و الجامعة الألمانية و الكندية , انهم شباب لم يهانوا من قبل , فمعظمهم من أبناء الأسر الغنية , و بعض الفنانين و من ممثلين و مغنيين و تشكيليين , كان يوم 25 فعلآ يوم مختلف , أثبت فيه هذا الشباب أنه يستطيع , و وصلت الرسالة للشعب المصرى كله  , و خرج الناس للشارع بالملايين يوم 28 يناير جمعة الغضب , يوم تحولت الثورة من شبابية إلى شعبية , هنا فقط تغيرت نظرة أبى و بدأ يطلب منى المساعدة فى أرسال المساعدات الطبية اللازمة إلى ميدان التحرير , بل طلب منى تكوين فريق طبى لعلاج الجرحى فى الميدان و أخذ كل المساعدات الطبية الازمة من المستشفى , لقد كان مثل السجين الذى حكم عليه بالأعدام و ينتظر تنفيذ الحكم فى أى لحظة و عندما فتح الباب قال له السجان أخرج فأنت حر , لقد سقط حكم الأعدام , فكان يقدم كل المساعدات و هو فى منتهى السعادة و وضع تحت يدى عدد من موظفى المستشفى للمساعدة فى نقل الأدوات الطبية .

و فى يوم موقعة الجمل , ألتقيت بصديقتى هالة فى الصباح الباكر من يوم 2 فبراير و وضعت مسلتزماتنا الطبية فى شنطة السيارة و أنطلقنا مسرعين إلى وسط البلد , حيث اننا كنا نقوم بترك السيارة فى ميدان العتبه و السير على الأقدام إلى ميدان التحرير و نقوم بتمريض المصابين قدر المستطاع فى هذه الظروف , و لم يكن يومآ عاديآ منذ البداية  حيث كانت المواجهات ساخنة عند خط النار الملاصق للمتحف المصرى و أذا بهم يتوقفوا و يتم دخول خيل و جمال إلى ميدان التحرير وسط زهول الجميع و كان ركاب الخيل و الجمال يحملون أسلحة من سيوف و خناجر و عصى حتى أنها كانت أقرب منها لموقع تصوير مسلسل تاريخى منها إلى قوات أمن تحاول الهجوم على المتظاهريين السلميين , لم يدم زهول المتظاهرين كثيرآ حتى بدأو فى رد الهجوم على ركاب الخيل و الجمال و رأيت بعينى شباب يصاب أصابات بالغة فى الرأس و الكتف و بعضهم فارق الحياة فى هذا اليوم .
لم يمضى وقت طويل حتى وجت ثلاثة من شباب الأخوان يحملون شاب فى منتصف العشرينيات ملتحى  و كانت رأسه تنزف بغزارة و هو فاقد الوعى , قام الشباب بوضعه أمامى على الأرض و قامت هالة بمساعدتى لتضميد جراحه ووقف النزيف , و الحمد لله لم يكن الجرح عميق فتمت السيطرة عليه بسرعة و لكن ظل الشاب الملتحى فاقد الوعى , لم أكن أتخيل أن هناك شخص ملتحى بهذه الطريقة التى يتبعها السلفيين و يكون فى غاية الوسامة فى نفس الوقت , لم أستطيع منع نفسى من النظر إلى وجهه المضىء كالبدر و كأن اللحية تزيدة جمالآ ووقارآ .
بدأت فى محاولة أنعاشة فبدأ يفتح عينيه شيأ فشيأ هنا فقط تمنيت لو انه يظل مغلق العينين , فعينيه الخضراوين زادته جمالآ إلى جماله و وسامة إلى وسامته , فسرت فى جسدى رعشة لم أشعر بها من قبل , و كاننى أسقط فى هوة عميقة ليس لها قرار , لم أستطيع التحدث أو سؤاله عن ماذا يشعر قبل أن يبدأ هو فى الكلام و يسأل أين أنا , جاوبته و انا أحاول أن أخفى ما أشعر به فى داخلى ,

أنت فى المستشفى الميدانى

انا بقالى قد أية نايم

مش كتير , تقريبآ نص ساعة كدة , أستريح عشان الجرح لسة بينزف

لم أكمل الكلمة حتى أنتفض كالملسوع و قال : انا لازم أرجع لولاد الكلب دول كلاب مبارك
ولم يعطينى فرصة أن أضيف أى كلمة أخرى و انتطلق خارج الخيمة إلى ساحة القتال كالأسد , لم يمضى كثير من الوقت حتى توافد علينا أعداد أكثر و أكثر من الجرحى و المصابين , كنت أنظر فى وجه كل من يأتى حتى أتبين أن كان هو أم لا فأنا لم أعرف حتى أسمه او أى شىء عنه , حاولت ان انشغل بعلاج المصابين حتى أنتصف الليل و قد نفذ منا مستلزمات الأسعاف من مكروكروم و شاش و سلك لخياطة الأصابات , فنظرت إلى هالة و طلبت منها مرافقتى للذاهب و أحضار بعض المستلزمات الأضافية من السيارة ولكن كانت تواجهنا مشكله فى الذهاب إلى السيارة فى هذة الظروف و البلطجية فى كل مكان فى وسط البلد , فأقترحت على هالة أن نسأل أحد أعضاء الأخوان لطلب المعونة , فقال انه يستطيع أن يرسل معنا أحدهم لمرافقتنا و العودة بسلام فطلب مننا الأنتظار و ذهب بضع دقائق و عاد و فى رفقته شخص أخر و كانت المفاجأة السارة أنه نفس الشاب الذى قمت بتمرضه  منذ ساعات , نظرت أليه مبتسمة لم يبادلنى الأبتسامة و كانت تحمل ملامحة صرامة كالتى تكسوا وجوه ضباط الجيش , طلب مننا أتباعه و اتجهنا إلى الخروج من شارع عبد السلام عارف , و نحن فى طريقنا إلى الخارج توقف و نظر ألينا بصرامة كأنه قائدآ للجيش يلقى تعليمات المعركة على جنودة و قال , أتمنى تسمعوا كلامى دة و تنفذوه بالظبط عشان نرجع بسرعة , البلطجية فى كل حتة و لازم ناخد بالنا عشان محدش منكم يتعور ولا يتمسك , انا همشى خاليكم ورايا بالظبط مش عاوز وحدة تتصرف من دمغها ياريت , أسمك أية ؟
أخذت لحظات و انا مرتبكة فكرر السؤال : أسمك , نسيتى أسمك ولا أية ؟
أجبته بسرعة  بأرتباك و كأننى فى المدرسة : نيفين أبراهيم

أنا أسمى  أحمد زكريا  

ثم نظر إلى هالة و قال : وحضرتك ؟

جاوبته  هالة بنفس الأرتباك : هالة تدرس

توقف و نظرته تغيرت بعض الشىء و قال : نصارى ؟

سألته بستهجان : أية نصارى دى ؟

أجابنى : مفيش وقت للكلام دة يلا بينا

ثم بدأنا التحرك و انا أسمعه يقول , بسم الله الرحمن الرحيم توكلنا على الله

بعد نقاش قصير مع عساكر الجيش و كأنه يقوم بالتنسيق معهم  
عبرنا الدبابات التى تفصل بين منطقة التحرير التى يتجمع فيها الثوار و الشارع المؤدى إلى ميدان طلعت حرب  و كانت الساعة تجاوزت منتصف الليل بقليل و ما زال صوت التراشق يصل إلى مسامعنا , فلم يهداء بلطجية النظام و لم تنكسر عزيمة المعتصمين بقيادة الأخوان المسلمين , أخذ الصوت يخفت و يخفت و نحن نتجه بعيدآ إلى جراج البستان حيث توجد سيارتى و ما تبقى من مواد أسعافية , كان أحمد يتحرك بحذر و انا وهالة من خلفه نتوخى الحذر و كان يقود المسيرة بشجاعة منقطعة النظير و ذكاء و كأنه يعلم كل كبيرة و صغيرة فى شوارع وسط البلد , و صلنا للجراج و توقفنا أمام الباب الجانبى وسألنا , هو انتم راكنين فى الدور الكام ؟
أجبت : فى الدور الخامس

 أحمد :طيب لازم نطلع و ننزل من غير الأسانسير عشان الأسانسيرات مش شغالة دلوقتى 

دخالنا الجراج من مدخل السيارات و صعدنا على الأقدام فى ممرات السيارات حتى وصلنا إلى السيارة و كانت المفاجئة , لقد كان زجاج السيارة مهشم عن أخرة و تم سرقة كل محتويات السيارة بما فيها مستلزمات الأسعافات الأولية , توقفنا مصدومين للحظات إلى أن أتى فرد أمن من أمن الجراج و بداء فى الحديث مع أحمد :

الأمن : دول شوية بلطجية يا باشا جم و معاهم سكاكسن و مطاوى و كساروا كزا عربية و سرقوا اللى فيها , حاولنا نوقفهم بس

 مقدرناش عليهم يا باشا , كان عددهم كبير

أحمد : طيب مبلغتوش الجيش لية ؟

الأمن : جرينا و جبنا عساكر من الجيش بس كانوا جريوا ولاد الهرمة

أحمد : طيب و أية العمل دلوقتى , هنتصرف أزاى

نيفين : أحنا فعلآ محتاجين الحاجات دى ضرورى , المصابين عددهم كبير و محتاجين أسعافات

هالة : أنا ممكن أتصرف , فى كنيسة قريبة من هنا فى شارع صبرى أبو علم , الكنيسة اللى أودام الجامع , انا أعرف الناس هناك

 و ممكن يساعدونا و انا متأكدة انهم عندهم كل اللى أحنا عوزينه

أحمد : طيب يلا بسرعة , مفيش وقت

أنطلقنا ننزل طرق الجراج جريآ لتوفير الوقت , و عندما وصلنا إلى الأسفل فوجئنا بأثنين من البلطجية يحملون الأسلحة البيضاء , مجرد أن رأونا حتى أتجهوا ألينا , لم نعطيهم الوقت و بدأنا نجرى فى أتجاة صبرى أبو علم و لكن هالة كانت بطىئة فى الجرى ولاحظ أحمد أنهم سوف يلحقون بنا أذا أستمرت المطاردة بهذة الطريقة فتوقف و نظر ألينا و قال :
أحمد : أجرو أنتم و أنا هحاول أعطلهم

لم نجيب فقط فعلنا ما أمرنا به و واصلنا الجرى فى اتجاة الكنيسة , لم تكن المسافة بعيدة و لكن كانت كافية للحاق البلطجية بنا , لولا توقف أحمد أمامهم و رفع قطعة معدن وجدها على الأرض و أستخدمها كسلاح يدافع به عن نفسه , و هجم علية البلطجية واحد من اليمين و الأخر من اليسار , رفع الأول سلحه و سقط به على أحمد ولكن أحمد تفاداها برشاقة رائعة و هم الأخر بضربة ولكن أحمد كان أسرع منه وضربة فى ساقه بالقطعة المعدن فسقط , وقعت عين أحمد علينا أنا و هالة و صرخ : أجرواااااااا
أنتطلقنا حتى وصلنا لباب الكنيسة و بدأنا بطرق الباب بمنتهى القوة حتى أتى راهب من رهبان الكنيسة و سأل من خلف الباب : انتو 
مين أمشوا من هنا

هالة : انا هالة تادرس أفتح بسرعة

فتح البوابة بسرعة و قال : هالة تدرس ؟ أية اللى حصل مالك بتنهجى لية يا بنتى ؟

هالة : هحكيلك بعدين المهم دلوقتى فين الأدوات الأسعافية اللى أنتم شايلنها عندكم أنا محتجاها ضرورى

الراهب : جوة متشالة فى مكانها , أدخلى و أنا هجبهملك

هالة : طيب بس فى واحد معانا جاى دلوقتى يا ريت تبقى تفتحله , دة معانا متخفش منه

الراهب : حاضر يا بنتى

دخلنا إلى الكنيسة و جلسنا نلتقط الأنفاس و ننظر إلى صورة العذراء , و كنا لا نصدق ما يحدث لنا , فبدأت بالبكاء لا أعلم أن كنت أبكى على نفسى أو على وضع البلد أو على أحمد الذى يقاتل البلطجية وحده فى الخارج
وجدت يد الراهب تربت على كتفى و يقول :
: متعيطيش دى أرادة الرب و كل شىء بمشأته هو بس , متخفيش يا بنتى , صلى و أطلبى منه كل شىء و هو سمعك , الله محبة يا بنتى

بدأت فى الصلاة أنا وهالة و ندعوا الله أن تزول هذه المحنة و أن يعيد أحمد بسلام من يد البلطجية و لم نكمل دعئنا حتى سمعنا صوت أحمد من خلفنا يسألنا :

جبتم الحاجة اللى انتم محتاجنها ؟

ألتفت بسرعة فوجته واقف فى أول الكنيسة كأنه يابى الدخول و كانت يده ملطخة بالدماء , هرعت ألية لأطمأن على حالته فوجدت

 انه قد أصيب بطعنة فى ذراعه فخرجت منى صرخة صغيرة فزعآ و لوعة عليه  , فرد على :

بسيطة بسيطة يالا بسرعة بس عشان الناس مستنينا

نيفين : مش ممكن لازم أطهر الجرح الأول , مش هسيبك كدة

أحمد : يا دكتورة انا كويس و دة جرح بسيط , الناس اللى هناك أهم

نيفين : بسيط ؟ دة دراعك بينزف بغزارة أنت فقدت دم كتير قوى النهاردة , لازم أعالجلك الجرح قبل ما نتحرك

لم يستطع الصمود أمام أصرارى فأستسلم ليدى تطهر الجرح و هالة تقوم بالمساعدة , و كان يجلس على أحدى البنشات التى 
تتراص داخل الكنيسة و بدأ ينظر حوله و إلى السقف و كل شىء حولة و كأنه أول مرة يرى كنيسة , و قال :

أحمد : تعرفى أن دى أول مرة ادخل كنيسة بجد ؟

نيفين : لية ؟ مرحتش حتى فرح حد من أصحابك المسيحين ؟

أحمد : انا أصلآ مليش أصحاب نصارى

نيفين : أية نصارى نصارى أللى أنت مسكهلنا من الصبح دى , يا تقول مسيحين يا تقول أقباط , كلمة نصارى دى مش عجبانى

أحمد : القرأن سمى أتباع سيدنا عيسى عليه السلام النصارى

نيفين : انا مش عاوزة أدخل فى جدال دينى بجد بس فالنفرض الكلام اللى أنت بتقوله صح رغم أنى مش مقتنعة , أنتم بتقولوا على

 اللى بيعبدوا البقر أية ؟ مع الفارق طبعآ بين المسيحين و اللى بيعبدوا البقر بس انا عاوزة أعرف أنتم كا مسلمين بتسموهم أية

أحمد : لما بنجيب سيرتهم بنقول سيخ مثلآ

نيفين : حلو قوى , هم بالنسبلنا و بالنسبة للمسلمين كفرة و مع ذلك بتقول عليهم سيخ , لية بقى صعبة عليكم تقولوا على

 المسيحين بأسمهم ؟ و سهلة للكفرة اللى بيعبدوا البقرة ؟

كنت قد أنتهيت من تضميد جراح أحمد و تطهيرها و ضغط عليها جيدآ لأتأكد من أحكام الضمادة و فى نفس الوقت نوع من الأنتقام لما يقوله أحمد و لكنه لم يتألم أو ربما شعر بلألم ولكنه لم يظهرالألم لكى لا يعطينى متعة الأنتصار
هم أحمد بالرد على ولكن قاطعنا الراهب و قد اتى بأخر حقيبة تحتوى على الأسعافات المطلوبة , شكرته و نظرت إلى أحمد أنتظر الأوامر , فلم يكن منه ألا أن قال : يلا بينا عشان مفيش وقت
طلب مننا الراهب أن لا نخرج و نتجه إلى ميدان سيمون حيث أنه يعج بالبلطجية مما فيه خطر علينا و طلب مننا ان  نخرج من الباب الخلفى و نتجهه إلى جراج البستان و سأل أحمد عن البلطجيه رد أحمد بأنهم لاذوا بالفرار كالقطط , خرجنا و نحن نتحسس الطريق و قد قاربت اليلة على الأنتهاء و كنت أحمل حقيبة و هالة تحمل الحقيبة الأخرى و أحمد كان يحمل حقيبتين و كانوا أكبر وزنآ مما أحمل انا وهالة ولكنه كان يتحرك أسرع منا و أكثر خفة و صلنا إلى شارع البستان فوجدنا مجموعة لا بأس بها من البلطجية يتحركون هنا و هناك , فكان لابد لنا ان نغير المسار و نتجه من الشوارع الداخلية إلى شارع محمود محمود وكانت مخاطرة كبيرة ولقربه من وزارة الداخلية ولكن كان هذا الطريق الوحيد فى ظل الحصار الخانق من البلطجية المنتشرين فى كل مكان , أستمرينا فى السير ببطء و حذر حتى وصلنا إلى تقاطع شارع نبار و شارع محمد محمود بجوار المدرسة الألمانية ثم انحرفنا يمينآ متجهين مباشرآ إلى ميدان التحرير , و توقف أحمد للحظات لكى يطمأن علينا و ليتفقد الطريق , ثم قال : ربنا يستر , وزارة الداخلية قريبة جدآ و أحنا لازم ناخد بلنا كويس
هالة : انا خايفة , انا خايفة قوى
نيفين : متخافيش يا هالة , هى حتة صغيرة و هنوصل الميدان
أحمد بمنتهى الششجاعة : متخفيش يا هالة خليكم جنبى بس و هنعدى منهم بأذن الله
تحركنا ببطء و نحن نترقب كل خطوة فى طريقنا إلى الميدان إلى أن وصلنا إلى السنترال فقد كان هناك مجموعة من البلطجية منتشريين و كأنه مركز لهم أو شىء من هذا القبيل , لم تدم لحظات حتى لحظوا وجودنا , صرخ بنا أحمد و قال : أجرى يا هالة أجرى يا نيفين دول جايين عالينا .
لم انظر خلفى و أنطلقت أجرى بكل ما أوتيت من قوة و كنت أنظر خلفى أثناء الجرى لأرى هالة تكافح للحاق بى و أحمد من ورائها يجرى ولكنه لا يريد أن يسبقها حتى بدأ صوت طلقات نارية يعم المكان و كنا قد وصلنا إلى مكتبة الجامعة الأمريكية و رأنا عناصر من جماعة الأخوان المسلميين و نحن نجرى فقاموا على الفور بالتحرك فى أتجاهنا و رشق المطاردين بالحجارة فتراجع البلطجية على الفور مع سيل الحجارة التى  كانت تسقط عليهم من قوات الأخوان المسلمين عندما وصلت إلى السور الحاجز بين منطقة الثوار و باقى شارع محمد محمود لم أستطع منع نفسى من السقوط من التعب فأرتميت على الأرض , و ما هى ألا لحظات و لحق بت بى هالة , أنتظرت قليلآ لأارى أحمد ولكنه لم يظهر , كان عدد الشباب كبير فكانت الروأية صعبه و انا جالسة على الأرض , فوقت لأرى فوجدت ثلاثة من الشباب يحملون أحمد و يجرون به إلى الداخل , سقط قلبى حزنآ و لوعة على أحمد فجريت أليهم مسرعة , أسألهم : ماله أنتم شايلينه لية ؟
رد أحدهم : خد رصاصة فظهره
ظلوا يحملوه إلى أن وصلوا إلى أقرب مستشفى ميدانى و وضعوه على الأرض , طلبت منهم ان يتركوه فسوف أقوم على علاجه , قمت بنزع ملابسة حتى أرى الجرح و مكان الرصاصة , وكان هو يتأوه من شدة الألم , و فنظرت إلى مكان الرصاصة , فقد أصابته من الخلف و كان من اواضح أنها أصابت الرئة, كنت أعلم أنها أصابة قاتلة فلم اتمالك نفسى من البكاء , فنظر إلى بأبتسامة جميلة و قال : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوآ أحد , نظرة ألية و عينانى تملأهما الدموع و قلت : الله محبة  , كرر ما قال : قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوآ أحد
نظرت ألية وقلت : بأسم الأب و الأبن و الروح القدس ,
لم أرى يومآ أنسان يفارق الحياة و لم أكن أتخيل أن يكون أول شخص يفارق الحياة يكون هو الرجل الوحيد الذى أحببته فى حياتى , أحببته منذ أن رأيته منذ بضع ساعات , يوم ولدت هو يوم روأيتى لوجهه و يوم مت و كتبت من شهداء الثورة هو يوم ميلادى , لحظات قبل أن  يفارق احمد للحياة و هو مبتسم ينظر إلى شىء فى الأفق , لا أدرى إلى ماذا ينظر و لكنه كان فرحآ مبتسمآ و كانه ينظر إلى شىء أكثر جمالا من إى شىء راه فى حياته , و انا أنظر اليه و أحمل يده فى يدى أتى أحدهم و أقترب من أذنه و قال  : قول أشهد أن لا أله إلا الله و أن محمد رسول الله
نطقها أحمد بمنتهى السلاسة ثم بداء نور الحياة يخفت فى عينية و شعرت بثقل يديه فى يدى و قد فارق الحياة و خرجت روحه إلى بارئها , و بقيت روحى فى داخلى ولكنا بدون حياة , فقد ولدت و مت فى نفس اليوم , ثم سمعنا جميعآ صوت أذان الفجر يأتى من مسجد عمر مكرم : الله أكبر ألله أكبر ................
أنا الشهيدة نيفين أبراهيم غطاس من شهداء ثورة التحرير........ الشهيدة التى مازالت على قيد الحياة   
   

الفا تيتو
القاهرة 
25 أبريل 2011  
  
Blogger Widgets