Friday, June 15, 2007

مفعول به

يمد يده يلتقطنى بأطراف أصابعه من عتمة درج المكتب ثم يضع رأسى فى المبراة , لقد مر زمن طويل منذ أن ألتقيت بها , بعد سلامآ حار و مؤلم و سريع أستعادت رأسى حداتها و جمالها , ألان أنا على أتم ألاستعداد للعمل من جديد يااااااا , منذ زمن بعيد لم ألتقى بهذة الورقة البيضاء منذ زمن بعيد لم أرى سطح هذا المكتب ياله من أحساس جميل بالحرية و الأنطلاق كأنى كنت مكبل بالأصفاد منذ 100 عام , منذ ظهور هذا الحاسوب و أحتل سطح المكتب لم أعد أرى النور لم أعد أرى ملعبى الفسيح , لقد أشتقت ألى كل ركن من أركان هذا المكتب , الورق الأبيض , الكتب المتناثرة هنا و هناك , مطفأة السجائر , علبة السجائر , القداحة , لقد أختلف شكلهم كثيرآ و لاكنى مازلت أستطيع التعرف عليهم مهما فات من الزمن , حتى هذا المصباح المكتبى الجديد لا يختلف كثرآ عن صديقى المصباح القديم ,الذى كان المنير لى أثنأء رحلتى على الأوراق , المهم أنى حر و من الواضح أنى سوف أعمل من جديد .
بعد عملية الأنعاش السريعة مع المبراة ذهبت لأكتب أولى الكلمات منذ زمن بعيد , ماذا سوف يكتب , أنه كان رومنسى يحب كتابة الأشعار الملتهبة و الكلمات الحساسة التى تذيب القلب و تلمس الأحساس , او ربما سوف يكتب قصة قصيرة من قصصه الرائعة , أو يكتب رسالة غرام ألى سوسن زميلته فى العمل التى لا تشعر بحبه الجارف لها , كم كنت أعشق كلماته , كم كنت أستمتع بها حتى بعد أن ينهى ما كان يكتب كنت أتذكر كل كلمات الحب و الولع و التفائل و البهجة ................... ها أنا ألمس سطح الورق أكاد لا أستطيع الأنتظار لأعرف ماذا سيكتب .... و كتب :

أبكى عليكى محبوبتى بالدموع................... أن أراكى ضائعة منهكة متعبة
أن تنطفىء يا مصر الشموع..................... ويكون صباحك كاليلة المقفرة
وتموت أبتسامتك على الوجوه ..................وتحزن ورودك السعيدة اليافعة
الألم يسكن روحى حزنآ عليكى.................. و يشتاق قلبى لنظرتك الباسمة


توقف توقف ماذا تكتب ؟ ما هذة الكلمات و ماهذة المعنى المحبطة الكئيبة ؟ أننى أرفض أن أكتب هذا الكلام أننى أرفض أن أشارك فى هذة الجريمة , ماذا حدث لك ؟ يكسو وجهك الحزن , بل أننى أستطيع أن أجزم أنى أرى الدموع فى عينيك , لقد كنت بعيدا عن ألاحداث لا أعلم ماذا حل بك و من هذة مصر التى تكتب عنها أهى محبوبتك الجديدة و ماذا حدث لسوسن زميلتك فى العمل ؟ أرجوك توقف عن الكتابة لا أحتمل هذة الكلمات أنها تؤلمنى ....... و كتب

أبنائك يسكنون الأحزان ليلتهم و نهارهم.............. أم هى الأحزان التى تسكن أجسادهم
يبكون على الأمل الضائع الدفين...................... فى أعمق أعماق أحلامهم
فقدوا الرغبة فى القتال.............................. وقد كانت الشجاعة شيمة أجدادهم

أرجوك توقف , لا أستطيع أن أتحمل المزيد , كل هذا الحزن و كل هذا الألم , ماذا حدث لك ؟ ماذا حل بك لم تعد كما كنت , لقد أصبحت شخصآ أخر لا أعرفة , نعم نفس الوجه و نفس الملامح ولاكن أحاسيسك لم تعد هى نفس الأحاسيس الجميلة السابقة التى ألفتها .......... لقد توقف عن الكتابة لقد أستمع ألى كلامى , انا لا أصدق نفسى أنه يمزق الورقة و يقذف بها بعيدأ ...... أننى فى منتها السعادة لقد تخلص من هذة الكلمات الكئيبة و عاد للكتابة مرة أخرى ...... و كتب :

أمل

لماذا توقفت ؟ أننى أعرف هذة الكلمة أنها نابعة من قاموسك القديم , قاموس الأمل و الحب و التفائل , أكتب , أكتب أنك تستطيع ...... وأخرج ورقة جديدة و كتب :

حب

و سقطت دمعة على الورق و تابعتها دمعة أخرى و تركنى صديقى على سطح المكتب و أطفأ الأنوار و أنصرف

لم يستطيع أن يفتح قلبة من جديد لم يستطيع أن يعود للأمل

No comments:

Blogger Widgets