اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
أنها أصعب فترة مرت على فى حياتى , ان أكون أعمى , لا أستطيع التميز بين الألوان ولا الوجوه هو من أشد أنواع العقاب من الرحمن , أن يلتبس عليك الحق بالباطل فهذا بالتأكيد أبتلاء من العزيز الكريم الذى أرجوا أن يعفينى من هذا البلاء العظيم فأنا أعلم انى عاصى و لكنى ألتمس رحمة الرحمن و عفو الكريم أن يعفينى من هذا البلاء العظيم .
قبل 25 يناير كان الأختيار سهل و التحديد بسيط , فهناك ظالم و هناك مظلومين فكان التميز بينهم واضح و صريح لا لبس فيه , و لكن بعد أن حصلنا على الحرية فى الأختيار و تحديد الأتجاه أصبح من العسير التحديد , ما هو فى مصلحة الوطن و ما هو فى مصلحة الفرد و ما هو رأى الدين و ما هو رأى العلم و المثقفين , و كل طرف يزيد من الضغط إلى أن تصل لمرحلة التشويش و عدم الأقتناع بكل شى , بل و عدم الثقة فى أى شىء و هذا حالى و أتمنى أن أكون الوحيد الذى يشعر بهذا الشعور , لأنه أبتلاء عظيم و لابد أن هذا البلاء يأتى بسبب المعاصى و الطريق الوحيد هو التوبه إلى الله و الرجوع إليه ليعفيك عن ما أبتلاك به .
تذهب إلى الصلاة فى يوم الجمعة فتجد الخطيب يحث المؤمنين على الجهاد فى سبيل تطبيق الشريعة الأسلامية التى هى دين الغالبية من سكان مصر , و فى رأى الشخصى هى الحل الوحيد للأمة الأسلامية بكل طبقاتها و لكن ما لا أفهمه لماذا الهجوم على التيارات الأخرة مثل التيار العلمانى التى تعتبر عند الملتزمين مرادف لكلمة كافر أو على أقل تقدير مرادف لكلمة منافق ,و تلاحظ انى ذكرت ملتزميين وليس سلفيين و ليس متشددين , فلا تشدد فى الدين أن كنت تطبق الدين كما أمرنا به رسول الله و لا يوجد مذهب سلفى لكى نطلق عليهم أسم سلف , بل هو فكر يقوم على أتباع السلف الصالح حتى يصلوا إلى السبيل الصحيح فى الدين و لكن التقليل مجرد التقليل من شأن الأراء الأخرى هو مرفوض بالنسبة لى شكلآ و موضوعآ , الخالق عز و جل أعطى الأختيار للناس أن يأمنوا به أو يكفروا به , فلا يجوز لأى شخص أن يكفر أو يتهم أى شخص أخر بالنفاق لا أحد يعلم ما فى نفوس الناس , ولكن الأصوات فى هذا الزمان عاليه , فكل فريق يملك من المنابر الكثير الذى يساعدة على نشر أفكاره الصحيحة و الهدامة , هذا الكم الكبير من القنوات التى تدعوا بطريقة غير مباشرة للأتجاة الغربى فى الحياة و تصوير الحياة الغربية على أنها جنة الله فى الأرض , هذا خطاء فادح لا أوروبا أو أمريكا أكثر تقدمآ ولا هم أكثر سعادة بل على العكس تمامآ فهم يعانون أشد امعاناه من طريقة حياتهم المادية المليئة بالضغوطات و التفكك الأسرى و الفقر و المرض , و على الطرف الأخر تجد القنوات الدينية التى تعمل جاهدة على تعليم الناس أمور دينهم الحنيف بعد أن ضل كثير من الناس و أنا منهم ولا أفتخر , و لكنها تدعوا بطريقة غير مباشرة إلى الطائفية الخطيرة على مجتمعنا و التى يمكن أن تؤدى بنا فى نهاية الأمر إلى الهلاك , و ليست القنوات الدينية المسلمة هى التى تفعل ذلك فقط , فا هناك قنوات دينية مسيحية تدعوا إلى نفس الشىء بطريق غير مباشر , و قناوات الملياردير نجيب ساويرس التى تدعوا إلى اللبرالية بكل ما فيها من أيجابيات و سالبيات .
أفه هذا الزمان الأعلام , و لو أن أنعزل الناس عن كل المؤثرات من أنترنت و قنوات فضائية لأستراح الناس و لكن هناك الكثير و الكثير من الطرق التى تصل إلى عقلك و تؤثر فيه , فا الفيس بوك تتأثر بالأعلام الشعبى الذى غالبآ تجد الأتجاة فية إلى الدين و الأسلام مع بعض التحريض على الطائفية أحيآ هنا أو هناك , و تدخل إلى عالم التويتر تجد اللبراليين و العلمانيين " و هناك فارق كبير ما بين الليبرالى و العلمانى و لكننا فى مصر نعتبرهم شىء واحد ", المهم هو انهم يقومون بهجوم شرس على ما يطلق عليه السلفيين , فهم لا يستطيعون أن يهاجموا الأسلام بل يستطيعون الهجوم على من يحملون الأسلام و يطلقون عليهم سلفيين ليسهل الهجوم فلا يستطيع الهجوم على المسلمين كما يفعل الغرب , فيتم تسمية التيار الدينى أخوان أو جهاد أو سلف , المهم الهجوم و ليس النقاش , و ؤأكد أن هذه الصفات ليست عليهم جميعآ بل على من لهم صوت مسموع داخل هذا التيار و لا أذيع سرآ أن ذكرت بعض الأسماء مثل المذيعة سلمى الدالى و المدون وائل عباس و علاء و منال , مشاهير المدونين الليبرالين , و تجد فى أفكرهم الرغبة العارمة على نشر الفساد فى المجتمع , من حرية الرجل و المرأة فى الحياة الجنسية مثل الغرب , مثل تغير قوانين الميراث حتى يكون للنساء حق الميراث مثل الرجل تمامآ و نلغى تشريع الله فى الميراث , الزواج المدنى بدلآ من الزواج الشرعى , حرية تغير الدين من مسلم إلى مسيحى و العكس بدون تطبيق عقوبة الردة , و كثير من أحكام الشريعة التى لا يمكن بأى حال من الأحوال التنازل عنها أبدآ لا يتسع الوقت لذكرها جميعآ .
فتجد نفسك بعد نهاية اليوم فى حيرة بالغة من أمرك فأنا غير مقتنع برأى رجال الدين فى السياسة فالحديث معهم لا يزيدك إلا حيرة و لا أثق فى التيارات اللبرالية التى تدعوا علانية إلى أنحلال المجتمع أخلاقيآ , و أخشى كل ما أخشى أن تنطبق علىّ الأية التى تقول :
مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143)
سورة النساء
فاللهم أهدنى إلى صراطك المستقيم و لا تجعلنى من الضالين يا رب العالمين
الفا تيتو
القاهرة
20-04-2011
No comments:
Post a Comment